الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ يَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ} (7)

وأخرج ابن جرير ، عن السدي رضي الله عنه { وتنذر يوم الجمع } قال : يوم القيامة .

قوله تعالى : { فريق في الجنة وفريق في السعير } .

وأخرج أحمد ، والترمذي ، وصححه ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنه ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي يده كتابان ، " فقال : أتدرون ما هذان الكتابان ؟ قلنا لا ، ألا أن تخبرنا يا رسول الله ، قال : للذي في يده اليمنى ، هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة ، وأسماء آبائهم ، وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم ، فلا يزاد فيهم ، ولا ينقص منهم ، ثم قال للذي في شماله ، هذا كتاب من رب العالمين ، بأسماء أهل النار ، وأسماء آبائهم ، وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم ، فلا يزاد فيهم ، ولا ينقص منهم أبداً " فقال أصحابه : ففيم العمل يا رسول الله إن كان قد فرغ منه ؟ فقال : " سددوا ، وقاربوا ، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة ، وإن عمل أي عمل " ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بيديه فنبذهما ، ثم قال : " فرغ ربكم من العباد { فريق في الجنة وفريق في السعير } " .

وأخرج ابن مردويه ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في يده كتاب ينظر فيه قال : « انظروا إليه كيف ، وهو أمي لا يقرأ ، قال : فعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هذا كتاب من رب العالمين ، بأسماء أهل الجنة ، وأسماء آبائهم ، وقبائلهم ، لا يزاد فيهم ، ولا ينقص منهم ، وقال : { فريق في الجنة ، وفريق في السعير } فرغ ربكم من أعمال العباد " .