{ لم تؤذونني } : أي إذ قالوا أنه آدر كذباً فوبخهم عل كذبهم أذيتهم له .
{ وقد تعلمون أني رسول الله إليكم } : أي أتؤذونني والحال أنكم تعلمون أني رسول الله إليكم .
{ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } : أي فلما عدلوا عن الحق بإيذائهم موسى أزاغ الله قلوبهم أي أمالها عن الهدى .
{ والله لا يهدى القوم الفاسقين } : أي الذي فسقوا وتوغلوا في الفسق فما أصبحوا أهلاً للهداية .
{ 5 } { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } .
[ أي : ] { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ } موبخا لهم على صنيعهم ، ومقرعا لهم على أذيته ، وهم يعلمون أنه رسول الله : { لِمَ تُؤْذُونَنِي } بالأقوال والأفعال ، { وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ } .
والرسول من حقه الإكرام والإعظام ، والانقياد{[1071]} بأوامره ، والابتدار لحكمه .
وأما أذية الرسول الذي إحسانه إلى الخلق فوق كل إحسان بعد إحسان الله ، ففي غاية الوقاحة والجراءة والزيغ عن الصراط المستقيم ، الذي قد علموه وتركوه ، ولهذا قال : { فَلَمَّا زَاغُوا } أي : انصرفوا عن الحق بقصدهم { أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } عقوبة لهم على زيغهم الذي اختاروه لأنفسهم ورضوه لها ، ولم يوفقهم الله للهدى ، لأنهم لا يليق بهم الخير ، ولا يصلحون إلا للشر ، { وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } أي : الذين لم يزل الفسق وصفا لهم{[1072]} ، لا لهم قصد في الهدى ، وهذه الآية الكريمة تفيد أن إضلال الله لعباده ، ليس ظلما منه ، ولا حجة لهم عليه ، وإنما ذلك بسبب منهم ، فإنهم الذين أغلقوا على أنفسهم باب الهدى بعد ما عرفوه ، فيجازيهم بعد ذلك بالإضلال{[1073]} والزيغ الذي لا حيلة لهم في دفعه وتقليب القلوب [ عقوبة لهم وعدلا منه بهم ] كما قال تعالى : { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } .
{ وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين } .
{ و } اذكر { إذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني } قالوا : إنه آدر ، أي منتفخ الخصية وليس كذلك ، وكذبوه ، { وقد } للتحقيق { تعلمون أني رسول الله إليكم } الجملة حال ، والرسول يحترم { فلما زاغوا } عدلوا عن الحق بإيذائه { أزاغ الله قلوبهم } أمالها عن الهدى على وفق ما قدره في الأزل ، { والله لا يهدي القوم الفاسقين } الكافرين في علمه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.