مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ لِمَ تُؤۡذُونَنِي وَقَد تَّعۡلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡۖ فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (5)

{ وَإِذْ } منصوب ب «اذكر » { قَالَ موسى لِقَوْمِهِ ياقوم لِمَ تُؤْذُونَنِى } بجحود الآيات والقذف بما ليس فيّ ، { وَقَد تَّعْلَمُونَ } في موضع الحال أي : لم تؤذونني عالمين علماً يقيناً { أَنّى رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ } وقضية علمكم بذلك توقيري وتعظيمي لا أن تؤذوني ، { فَلَمَّا زَاغُواْ } مالوا عن الحق { أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ } من الهداية ، أو لما تركوا أوامره نزع نور الإيمان من قلوبهم ، أو فلما اختاروا الزيع أزاغ الله قلوبهم أي : خذلهم وحرمهم توفيق اتباع الحق ، { والله لاَ يَهْدِى القوم الفاسقين } أي : لا يهدي من سبق في علمه أنه فاسق .