قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ } الآية .
لما ذكر الجهاد ، بين أن موسى وعيسى أمرا بالتوحيد ، وجاهدا في سبيل الله ، وحل العقاب بمن خالفهما ، أي : واذكر لقومك يا محمد هذه القصة{[56414]} .
قوله : { لِمَ تُؤْذُونَنِي }وذلك حين رموه بالأدرة ، كما تقدم في سورة الأحزاب .
ومن الأذى : ما ذكر في قصة قارون أنه دس إلى امرأة تدَّعي على موسى الفجور ، ومن الأذى قولهم : { اجعل لَّنَا إلها كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } [ الأعراف : 138 ] ، وقولهم : { فاذهب أَنتَ وَرَبُّكَ فقاتلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }[ المائدة : 124 ] ، وقولهم : أنت قتلت هارون .
قوله : { وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ } . جملة حالية{[56415]} ، قال ابن الخطيب{[56416]} : و«قَدْ » معناه : التوكيد ، كأنه قال : وتعلمون علماً يقيناً ، لا شبهة [ لكم ]{[56417]} فيه .
قوله : { أَنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ } والمعنى : أنَّ الرسول يحترم يقيناً .
قوله : { فَلَمَّا زاغوا } ، أي : مالوا عن الحق ، { أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ } أي : أمالهم عن الهدى ، وقيل : { فَلَمَّا زاغوا } عن الطاعة ، { أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ } عن الهداية ، وقيل : { فَلَمَّا زاغوا } عن الإيمان ، { أزاغ الله قلوبهم } عن الثواب ، وقيل : لمَّا تركُوا ما أمرُوا به من احترام الرسول - عليه الصلاة والسلام - وطاعة الرب ، «خلق » الله في قلوبهم الضلالة عقوبة لهم على فعلهم .
{ والله لاَ يَهْدِي القوم الفاسقين } ، قال الزجاجُ{[56418]} : «يعني من سبق في علمه أنه فاسق » ، قال ابنُ الخطيب{[56419]} : «وهذه الآية تدلّ على عظم إيذاء الرسول ، حتى إنه يؤدّي إلى الكفر ، وزيغ القلوب عن الهدى » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.