أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمۡۖ قَالُواْ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوٓاْ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا} (97)

شرح الكلمات :

{ توفاهم } : تقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم .

{ ظالمي أنفسهم } : بتركهم الهجرة وقد وجبت عليهم .

{ فيم كنتم } : في أي شيء كنتم من دينكم ؟

{ مصيراً } : مأوى ومسكناً .

المعنى :

لما كانت الهجرة من آثار الجهاد ناسب ذكر القاعدين عنها لضرورة ولغير ضرورة فذكر تعالى في هذه الآيات الهجرة وأحكامها فقال تعالى : { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } حيث تركوا الهجرة ومكثوا في دار الهوان يضطهدهم العدو ويمنعهم من دينهم ويحول بينهم وبين عبادة ربهم . هؤلاء الظالمون لأنفسهم تقول لهم الملائكة عند قبض أرواحهم { فيم كنتم } ؟ تسألهم هذا السؤال لأن أرواحهم مدساة مظلمة لأنها لم تزك على الصالحات ، فيقولون معتذرين : { كنا مستضعفين في الأرض } فلم نتمكن من تطهير أرواحنا بالإيمان وصالح الأعمال ، فترد عليهم الملائكة قولهم : { ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها } وتعبدوا ربكم ؟ ثم يعلن الله تعالى عن الحكم فيهم بقوله ، فأولئك البعداء { مأواهم جهنم } وساءت جهنم مصيراً يصيرون إليه ومأوى ينزلون فيه

/د97