التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمۡۖ قَالُواْ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوٓاْ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا} (97)

قوله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها )

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال : قطع على أهل المدينة بعث ، فاكتتبت فيه ، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس ، فأخبرته ، فنهاني عن ذلك أشد النهي ثم قال : أخبرني ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقتله ، أو يضرب فيقتل ، فأنزل الله ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) الآية .

رواه الليث عن أبي الأسود .

( الصحيح 8/111ح4596-ك التفسير ، سورة النساء ) .

قال الطبري : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدثنا محمد بن شريك ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان قوم من أهل مكة أسلموا ، وكانوا يستخفون بالإسلام ، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم ، فأصيب بعضهم ، فقال المسلمون : كان أصحابنا هؤلاء مسلمين ، وأكرهوا ! فاستغفروا لهم ، فنزلت ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم ) الآية ، قال : فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية ، لا عذر لهم . قال : فخرجنا فلحقهم المشركون فأعطوهم الفتنة ، فنزلت فيهم : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله ) ( سورة العنكبوت : 10 ) إلى آخر الآية ، فكتب المسلمون إليهم بذلك ، فحزنوا وأيسوا من كل خير ثم نزلت فيهم : ( إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) ( سورة النحل : 110 ) فكتبوا إليهم بذلك : إن الله قد جعل لكم مخرجا ، فخرجوا فأدركهم المشركون ، فقاتلوهم حتى نجا من نجا ، وقتل من قتل .

( التفسير 9/102-103ح10260 ) ، وأخرجه ابن أبي حاتم ( التفسير ح 3969 – النساء/

97 ) بإسناد الطبري نفسه ، ولفظه أخصر منه ، والطحاوي ( مشكل الآثار 4/328 ) ، والبيهقي

( السنن 9/14 ) ، من طرق عن عمرو بن دينار بنحوه . وعزاه الهيثمي للبزار وقال : رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك ، وهو ثقة . ( مجمع الزوائد 7/10 ) . والحديث رجاله ثقات ، وإسناده صحيح ( انظر تفسير ابن أبي حاتم - في الموضع المشار إليه ) .

قال ابن أبي حاتم : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، أنبا ابن وهب ، حدثني عبد الرحمن بن مهدي ، عن الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد أن سعيد بن جبير قال : في قول الله تعالى ( قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) قالوا : إذا عمل فيها بالمعاصي فاخرجوا .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح ، وابن وهب هو ابن عبد الله .