جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمۡۖ قَالُواْ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوٓاْ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا} (97)

{ إن الذين توفّاهم } يحتمل أن يكون ماضيا ومضارعا { الملائكة } ملك الموت وأعوانه ولا يبعد أن يقال معناه : قتلهم الملائكة فإن الملائكة محاربون يوم بدر { ظالمي أنفسهم } حال ظلمهم أنفسهم بترك الهجرة وبالخروج مع المشركين { قالوا } : الملائكة ، توبيخا لهم { فيم كنتم } أي : في أي شيء كنتم من أمر الدين حيث ما هاجرتم وما أظهرتم دينكم { قالوا كنا مُستضعفين في الأرض } عاجزين من الخروج عن مكة إلى المدينة { قالوا } : الملائكة ، تبكيتا لهم { ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا{[1095]} فيها } إلى جانب وبلد آخر { فأولئك مأواهم جهنم } لمساعدتهم الكفار وهو خبر إن و( قالوا فيم كنتم ) : حال بإضمار قد أو خبر بحذف العائد أي : قالوا لهم وحينئذ فأولئك عطف على الجملة قبلها مستنتجة منها { وساءت مصيرا } جهنم{[1096]} نزلت في ناس من أهل مكة تكلموا بالإسلام ولم يهاجروا وخرجوا مع المشركين فقتلوا يوم بدر .


[1095]:إلى جانب وأرض يمكن لكم التمسك بالرائع وإقامة الدين/12.
[1096]:حاصل معنى الآية أن من مات على ترك الهجرة مع قدرته عليها وإقامته بين المشركين غير متمسك بالشرائع فهو في جهنم/12 وجيز.