التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ} (12)

{ بل عجبت ويسخرون } أي : عجبت يا محمد من ضلالهم وإعراضهم عن الحق أو عجبت من قدرة الله على هذه المخلوقات العظام المذكورة وقرئ عجبت بضم التاء وأشكل ذلك على من يقول إن التعجب مستحيل على الله فتأولوه بمعنى أنه جعله على حال يتعجب منها الناس وقيل : تقديره : قل يا محمد عجبت وقد جاء التعجب من الله في القرآن والحديث كقوله صلى الله عليه وسلم : ( يعجب ربك من شاب ليس له صبوة ) . وهو صفة فعل وإنما جعلوه مستحيلا على الله لأنهم قالوا إن التعجب استعظام خفي سببه والصواب أنه لا يلزم أن يكون خفي السبب بل هو لمجرد الاستعظام فعلى هذا لا يستحيل على الله .

{ ويسخرون } تقديره وهم يسخرون منك أو من البعث .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ} (12)

قوله : { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } عجبت بتاء الخطاب ؛ أي بل عجبت أنت يا محمد من قدرة الله على خلائقه العظام ، وهؤلاء المشركون المكذبون يسخرون منك ومن تعجبك . أو عجبت من إنكارهم البعث وإعراضهم عن دين الله أم من ضلالتهم وعمايتهم عن الحق والهدى ، وهم يسخرون من البعث والإحياء بعد أن كانوا رميما .