إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ} (12)

{ بَلْ عَجِبْتَ } أي من قُدرة الله تعالى على هذه الخلائقِ العظيمة وإنكارِهم للبعث { وَيَسْخرونَ } من تعجُّبكَ وتقريرك للبعث . وقرئ بضمِّ التَّاءِ ، على معنى أنَّه بلغ كمالُ قدرتي وكثرةُ مخلوقاتي إليَّ حيث عجبتُ منها ، وهؤلاءِ لجهلهم يسخرونَ منها . أو عجبتُ من أنْ ينكرُوا البعثَ ممَّن هذه أفاعيلُه ويسخرُوا ممَّن يجوزُه . والعجبُ من اللَّهِ تعالى إمَّا على الفرضِ والتَّخييلِ ، أو على معنى الاستعظامِ اللاَّزمِ له فإنَّه رَوعةٌ تعتري الإنسانَ عند استعظامِ الشَّيءِ . وقيل إنَّه مقدَّرٌ بالقولِ أي قُل يا محمدُ بل عجبتُ