ثم قال تعالى ذكره {[57116]} : { بل عجبت ويسخرون } أي : عجبت يا محمد مما يأتون به من إنكارهم للتوحيد وللبعث ، وهم يسخرون . ودليل إضافة العجب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قوله : { وإن تعجب فعجب قلوبهم } {[57117]} فأما من ضم التاء {[57118]} فإنه أضاف العجب إلى الله جل ذكره {[57119]} والعجب منه تعالى ذكره مخالف للعجب من عباده ، لأن العجب من الخلق إنما هو أن يطرأ عليهم ما لم يكونوا يظنون فيعجبون منه ، وهذا لا يضاف إلى الله {[57120]} لأنه تعالى عالم بجميع الأشياء ، ولكن معناه ( من الله ) {[57121]} جل ذكره ، بل جعلته عجبا ورأيت من أفعالهم ما يتعجب منه وظهر منه عجب ، ودليله قوله : { فعجب قولهم } {[57122]} أي فقولهم مما يجب أن يعجب منه .
وقيل : المعنى : قل يا محمد : بل عجبت . فيكون مضافا إلى النبي {[57123]} كفتح التاء {[57124]} .
والمعنى على قول قتادة عجب محمد من {[57125]} هذا القرآن حين أعطيه {[57126]} ، وسخر منه الكفار {[57127]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.