الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ} (12)

ثم قال تعالى ذكره {[57116]} : { بل عجبت ويسخرون } أي : عجبت يا محمد مما يأتون به من إنكارهم للتوحيد وللبعث ، وهم يسخرون . ودليل إضافة العجب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قوله : { وإن تعجب فعجب قلوبهم } {[57117]} فأما من ضم التاء {[57118]} فإنه أضاف العجب إلى الله جل ذكره {[57119]} والعجب منه تعالى ذكره مخالف للعجب من عباده ، لأن العجب من الخلق إنما هو أن يطرأ عليهم ما لم يكونوا يظنون فيعجبون منه ، وهذا لا يضاف إلى الله {[57120]} لأنه تعالى عالم بجميع الأشياء ، ولكن معناه ( من الله ) {[57121]} جل ذكره ، بل جعلته عجبا ورأيت من أفعالهم ما يتعجب منه وظهر منه عجب ، ودليله قوله : { فعجب قولهم } {[57122]} أي فقولهم مما يجب أن يعجب منه .

وقيل : المعنى : قل يا محمد : بل عجبت . فيكون مضافا إلى النبي {[57123]} كفتح التاء {[57124]} .

والمعنى على قول قتادة عجب محمد من {[57125]} هذا القرآن حين أعطيه {[57126]} ، وسخر منه الكفار {[57127]} .


[57116]:ساقط من ب
[57117]:الرعد: آية 5 ونص الآية كاملا: {وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا إنا لفي خلق جديد}
[57118]:قراءة "عجبت" بضم التاء هي لحمزة والكسائي. انظر: الحجة لأبي زرعة 606 والسبعة لابن مجاهد 517 والكشف لمكي 2/223، والتيسير للداني 186 وسراج القارئ 335.
[57119]:انظر: معاني الزجاج 4/300، والحجة لابن خالويه 301 والبيان لابن الأنباري 2/303
[57120]:ب: "الله عز وجل"
[57121]:مثبت في طرة ب
[57122]:الرعد: آية 5
[57123]:ب: النبي صلى الله عليه وسلم
[57124]:انظر: إعراب النحاس 3/412
[57125]:ب: "عن"
[57126]:ب: "أعطيت"
[57127]:انظر: جامع البيان 23/44 والدر المنثور 7/83