التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

{ ثم ارجع البصر كرتين } أي : انظر نظرا بعد نظر للتثبت والتحقق ، وقال الزمخشري : معنى التثنية في كرتين التكثير لا مرتين خاصة ، كقولهم : لبيك فإن معناه إجابات كثيرة .

{ ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير } الخاسئ هو المبعد عن الشيء الذي طلبه ، والحسير هو الكليل الذي أدركه التعب . فمعنى الآية : أنك إذا نظرت إلى السماء مرة بعد مرة لترى فيها شقاقا أو خلالا رجع بصرك ولم تر شيئا من ذلك ، فكأنه خاسئ لأنه لم يحصل له ما طلب من رؤية الشقاق والخلل ، وهو مع ذلك كليل من شدة النظر وكثرة التأمل .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

قوله : { ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير } يعني اردد البصر وقلبه في السماء مرتين ، أو مرة بعد أخرى ، فانظر هل ترى من شقوق أو فتوق أو خلل ، { ينقلب إليك البصر خاسئا } أي يرجع إليك البصر ذليلا صاغرا مبعدا من رؤية أي تفاوت ، { وهو حسير } من الحسور ، وهو الإعياء . وحسير بمعنى كليل . أو بلغ الغاية في الإعياء من فرط النظر في السماء فلم يجد فيها أيما خلل أو اضطراب . بل سماء متينة التركيب ، بالغة القوة والتماسك والتكامل ، مما يدل على عظمة الصانع المقتدر ذي الجلال .