التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

{ وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء } الحمل عبارة عن الذنوب والمثقلة الثقيلة الحمل أو النفس الكثيرة الذنوب والمعنى أنها لو دعت أحدا إلى أن يحمل عنها ذنوبها لم يحمل عنها وحذف مفعول إن تدع لدلالة المعنى وقصد العموم وهذه الآية بيان وتكميل لمعنى قوله : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } .

{ ولو كان ذا قربى } المعنى ولو كان المدعو ذا قربى ممن دعاه إلى حمل ذنوبه لم يحمل منه شيئا لأن كل واحد يقول نفسي نفسي .

{ إنما تنذر الذين يخشون ربهم } المعنى أن الإنذار لا ينفع إلا الذين يخشون ربهم وليس اختصاصهم بالإنذار { بالغيب } في موضع حال من الفاعل في يخشون أي : يخشون ربهم وهم غائبون عن الناس فخشيتهم حق لا رياء .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

{ ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير }

{ ولا تزر } نفس { وازرة } آثمة ، أي لا تحمل { وزرَ } نفس { أخرى وإن تدع } نفس { مثقلة } بالوزر { إلى حملها } منه أحداً ليحمل بعضه { لا يُحمل منه شيء ولو كان } المدعو { ذا قربى } قرابة كالأب والابن وعدم الحمل في الشقين حكم من الله { إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب } أي يخافونه وما رأوه لأنهم المنتفعون بالإنذار { وأقاموا الصلاة } أداموها { ومن تزكَّى } تطهر من الشرك وغيره { فإنما يتزكَّى لنفسه } فصلاحه مختص به { وإلى الله المصير } المرجع فيجزي بالعمل في الآخرة .