التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَكَذَٰلِكَ أَعۡثَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ لِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَيۡبَ فِيهَآ إِذۡ يَتَنَٰزَعُونَ بَيۡنَهُمۡ أَمۡرَهُمۡۖ فَقَالُواْ ٱبۡنُواْ عَلَيۡهِم بُنۡيَٰنٗاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا} (21)

{ وكذلك أعثرنا عليهم } أي : كما أنمناهم وبعثناهم أطلعنا الناس عليهم { ليعلموا } الضمير للقوم الذين أطلعهم الله على أصحاب الكهف أي : أطلعناهم على حالهم من انتباههم من الرقدة الطويلة ليستدلوا بذلك على صحة البعث من القبور .

{ إذ يتنازعون بينهم أمرهم } العامل في { إذ } { أعثرنا } أو مضمر تقديره اذكر والمتنازعون هم القوم الذين كانوا قد تنازعوا فيما يفعلون في أصحاب الكهف ، أو تنازعوا هل هم أموات أو أحياء ، وقيل : تنازعوا هل تحشر الأجساد أو الأرواح بالأجساد ، فأراهم الله حال أصحاب الكهف ليعلموا أن الأجساد تحشر .

{ فقالوا ابنوا عليهم بنيانا } أي : على باب كهفهم إما ليطمس آثارهم أو ليحفظهم ويمنعهم ممن يريد أخذهم أو أخذ تربتهم تبركا ، وإما ليكون علما على كهفهم ليعرف به .

{ قال الذين غلبوا على أمرهم } قيل : يعني الولاة ، وقيل : يعني : المسلمين لأنهم كانوا أحق بهم من الكفار فبنوا على باب الكهف مسجدا لعبادة الله .