الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَكَذَٰلِكَ أَعۡثَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ لِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَيۡبَ فِيهَآ إِذۡ يَتَنَٰزَعُونَ بَيۡنَهُمۡ أَمۡرَهُمۡۖ فَقَالُواْ ٱبۡنُواْ عَلَيۡهِم بُنۡيَٰنٗاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا} (21)

قوله : { وَكَذلِكَ أَعْثَرْنَا } : أي : وكما أَنَمْناهم وبَعَثْناهم أَعْثَرْنا ، أي : أَطْلَعْنا . وقد تقدَّم الكلامُ على مادة " عثر " في المائدة و " لِيَعْلَموا " متعلقٌ بأَعْثَرْنا . والضمير : قيل : يعود على مفعول " أَعْثَرْنا " المحذوفِ تقديرُه : أَعْثَرْنا الناسَ . وقيل : يعود على أهل الكهف .

قوله : { إِذْ يَتَنَازَعُونَ } يجوز أَنْ يعملَ فيه " أَعْثَرنا " أو " لِيَعْلَموا " أو لمعنى " حَقٌّ " أو ل " وَعْدَ " عند مَنْ " يَتَّسع في الظرف . وأمَّا مَنْ لا يَتَّسعُ ، فلا يجوز الإِخبارُ عن الموصولِ قبل تمامِ صِلَتِه .

قوله : " بُنْياناً " يجوز أَنْ يكونَ مفعولاً به ، جمعَ يُنْيَانَه ، وأن يكونَ مصدراً .

قوله : { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } يجوز أن يكونَ مِنْ كلام الباري تعالى ، وأن يكونَ من كلامِ المتنازِعَيْنِ فيهم .

قوله : " غَلَبوا " قرأ عيسى الثقفي والحسن بضم الغين وكسرِ اللام .