تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَكَذَٰلِكَ أَعۡثَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ لِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَيۡبَ فِيهَآ إِذۡ يَتَنَٰزَعُونَ بَيۡنَهُمۡ أَمۡرَهُمۡۖ فَقَالُواْ ٱبۡنُواْ عَلَيۡهِم بُنۡيَٰنٗاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا} (21)

{ وكذلك أعثرنا عليهم } أي أطلعنا عليهم أهل البلد حتى رأوهم وعلموا حالهم { ليعلموا أن وعد الله حق } أي ليستدلوا بحالهم على صحة البعث وإن وعد الله بإحياء الخلق بعد الموت حق فيعلمون ذلك ، ومتى قيل : لم أضاف العثور عليهم اليه ؟ قالوا : لأن أهل البلد إنما عثروا عليهم بألطافه فيستدلوا بذلك على صحة البعث { وإن الساعة لا ريب فيها } أي القيامة لا شك فيها { إذ يتنازعون بينهم } ، قيل : لما ظهروا عليهم أماتهم الله تعالى فاختلفوا قال المسلمون : نتخذ عليهم مسجداً فهم على ديننا ، وقال المشركون : هم على ديننا وهذا تنازعهم ، وقيل : يتنازعوا المسلمون والكفار في البعث ، وقيل : تنازعوا في قدر لبثهم ومكثهم ، وقيل : في عددهم ، وقيل : قال بعضهم : ماتوا في الكهف ، وقال بعضهم : عادوا نياماً { فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم } أحياء أم نيام ، وقيل : لما رأوهم عادوا نياماً ، وقيل : بل ماتوا ، وقيل : لا يموتون إلى يوم القيامة ، وقيل : هذا من كلام المتنازعين في أمرهم ، أو من كلام الله عز وجل رد لقول المخلصين ، أو من الذين تنازعوا فيهم على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { قال الذين غلبوا على أمرهم } ، قيل : الملك المسلم وأصحابه ، وقيل : رؤساء البلد { لنتخذنَّ عليهم مسجداً } أي متعبداً أو موضعاً للسجود والعبادة اتخذوا على باب الكهف مسجداً يصلي فيه المسلمون .