تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَكَذَٰلِكَ أَعۡثَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ لِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَيۡبَ فِيهَآ إِذۡ يَتَنَٰزَعُونَ بَيۡنَهُمۡ أَمۡرَهُمۡۖ فَقَالُواْ ٱبۡنُواْ عَلَيۡهِم بُنۡيَٰنٗاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا} (21)

{ وكذلك أعثرنا عليهم } أي : أطلعنا عليهم أهل ذلك الزمان الذي أحياهم الله فيه { ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها } لا شك فيها { إذ يتنازعون بينهم أمرهم } يعني : قومهم ، كانت تلك الأمة الذين هربوا منهم قد بادت ، وخلفت بعدهم أمة أخرى ، وكانوا على الإسلام ، ثم إنهم اختلفوا في البعث ، فقال بعضهم : يبعث الناس في أجسادهم -وهؤلاء المؤمنون كان الملك منهم- وقال بعضهم : تبعث الأرواح بغير الأجساد ، فبعث الله أصحاب الكهف يرون أنها تلك الأمة الذين فروا منهم ودخل المدينة وهي مدينة بالروم يقال لها : قبسوس ، وأخرج الدراهم ، ليشتري بها الطعام ، فاستنكرت الدراهم ، وأخذ فذهب به إلى ملك المدينة ، فإذا الدراهم دراهم الملك الذي فروا منه ، فقالوا : هذا رجل وجد كنزا ، فلما خاف على نفسه أن يعذب أطلع على أصحابه ، فقال لهم الملك : قد بين الله لكم ما اختلفتم فيه ، فأعلمكم أن الناس ليبعثون في أجسامهم ، فركب الملك والناس معه ، حتى أتوا إلى الكهف وتقدمهم الرجل حتى إذا دخل على أصحابه فرآهم ورأوه ماتوا ، لأنه قد كانت أتت عليهم آجالهم ، فقال القوم : كيف نصنع بهؤلاء ؟ ! { فقالوا ابنوا عليهم بنيانا } .

{ قال الذين غلبوا على أمرهم } رؤساؤهم وأشرافهم { لنتخذن عليهم مسجدا } .