التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ} (2)

{ أحسب الناس أن يتركوا } نزلت في قوم من المؤمنين كانوا بمكة مستضعفين منهم عمار بن ياسر وغيره ، وكان كفار قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الإسلام فضاقت صدورهم بذلك فآنسهم الله بهذه الآية ووعظهم وأخبرهم أن ذلك اختبار ليوطنوا أنفسهم على الصبر على الأذى والثبوت على الإيمان فأعلمهم الله تعالى أن تلك سيرته في عباده يسلط الكفار على المؤمنين ليمحصهم بذلك ، ويظهر الصادق في إيمانه من الكاذب ، ولفظها مع ذلك عام ، فحكمها على العموم في كل من أصابته فتنة من مصيبة أو مضرة في النفس والمال وغير ذلك .

ومعنى { حسب } ظن ، و{ أن يتركوا } مفعولها ، والهمزة للإنكار وهم لا يفتنون في موضع الحال من الضمير في { يتركوا } تقديره غير مفتونين ، وأن يقولوا : تعليل في موضع المفعول من أجله .