لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ} (2)

قوله عز وجل { أحسب الناس } أي أظن الناس { أن يتركوا } أي بغير اختبار وابتلاء { أن } أي بأن { يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } أي لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم كلا لنختبرنهم لنبين المخلص من المنافق والصادق من الكاذب . قيل : نزلت هذه الآية في أناس كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام فكتب إليهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقبل منكم الإقرار بالإسلام حتى تهاجروا فخرجوا عامدين إلى المدينة فأتبعهم المشركون فقاتلهم الكفار ، فمنهم من قتل ومنهم من نجا فنزل الله هاتين الآيتين . وقال ابن عباس : أراد بالناس الذين آمنوا بمكة سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد وعمار بن ياسر وغيرهم . وقيل في عمار كان يعذب في الله تعالى وقيل في مهجع بن عبد الله مولى عمر وكان أول من قتل من المسلمين يوم بدر فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : « سيد الشهداء مهجع وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة » فجزع أبواه وامرأته فأنزل الله هذه الآية .