{ الم * أَحَسِبَ } أظن وأصله من الحساب { النَّاسُ } يعني الذين جزعوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين { أَن يُتْرَكُواْ } بغير اختبار ولا ابتلاء بأن قالوا : { آمَنَّا } كلا لنختبرنهم لنتبين الصادق من الكاذب ، ( إن ) الأولى منصوبة ب { أَحَسِبَت } والثانية خفض بنزع الخافض ، أي لأن يقولوا ، والعرب لا تقول : تركت فلاناً أن يذهب ، إنّما تقول : تركته يذهب ، معه جوابان : أحدهما يشتركوا لأن يقولوا ، والثاني : على التكرير تقديره : { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ } أحسبوا { أَن يَقُولُواْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } لا يبتلون ليظهر المخلص من المنافق ، وقيل : { يُفْتَنُونَ } يصابون بشدائد الدنيا ، يعني : أنّ البلاء لا يدفع عنهم في الدنيا لقولهم : { آمَنَّا } .
واختلفوا في سبب نزول هذه الآية ، فقال ابن جريج وابن عمير : نزلت في عمار بن ياسر إذ كان يعذّب في الله .
وقال الشعبي : نزلت هاتان الآيتان في أناس كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام ، فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إنّه لا يقبل منكم إقرار بإسلام حتى تهاجروا ، فخرجوا عائدين إلى المدينة ، فاتبعهم المشركون فردوهم ، فنزلت فيهم هذه الآية ، فكتبوا إليهم إنّه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا ، فقالوا : نخرج ، فإن اتبعنا أحد قاتلناه . فخرجوا ، فاتبعهم المشركون ، فقاتلوهم ، فمنهم من قتل ومنهم من نجا ، فأنزل الله سبحانه فيهم هاتين الآيتين ، وقال مقاتل : نزلت في مهجع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب كان أول قتيل يوم بدر رماه عامر بن الحضرمي بسهم فقتله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يومئذ سيد الشهداء مهجع وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة " ، فجزع عليه أبواه وامرأته ، فأنزل الله سبحانه فيهم هذه الآية وأخبر أنّه لابد لهم من البلاء والمشقة في ذات الله تعالى ، وقيل : { وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } بالأوامر والنواهي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.