الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ} (2)

والمعنى أنا الله أعلم{[54346]} ، أحسب الذين خرجوا يا محمد من أصحابك من أذى المشركين أن نتركهم بغير اختبار وامتحان .

قال أبو إسحاق{[54347]} : المعنى أحسبوا أن نقنع منهم بأن يقولوا : إنا مؤمنون فقط ولا يمتحنون بما يتبين به حقيقة إيمانهم{[54348]} .

قال مجاهد{[54349]} : لا يفتنون : لا يبتلون في أنفسهم وأموالهم{[54350]} .

وقال قتادة{[54351]} : لا يقتلون{[54352]} .


[54346]:هذا وجه من الأوجه التفسيرية التي فسر بها ابن عباس قوله تعالى: {ألم} فالألف يؤدي عن معنى "أنا" واللام يؤدي اسم الله، والميم تؤدي عن "أعلم". انظر: هذا القول في أول تفسير سورة البقرة لمكي بن أبي طالب. تحقيق صالح زارة، صفحة 118.
[54347]:هو إبراهيم ابن السري أبو إسحاق الزجاج، من علماء اللغة والنحو. له عدة كتب منها: "معاني القرآن وإعرابه". توفي سنة 311هـ انظر: نزهة الألباء 244، رقم 90، وأنباه الرواة 1/ 159، رقم 96، وبغية الرعاة 1/ 411، رقم 825.
[54348]:انظر: معاني القرآن للزجاج 4/ 159، وفتح القدير 4/ 192.
[54349]:هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر المخزومي المكي، تابعي، إمام في التفسير، روى عن ابن عباس، وروى عن قتادة، وعبد الله بن كثير، وأبو عمرو بن العلاء. توفي سنة 104 هـ، انظر: تذكرة الحفاظ 1/92، وغاية النهاية 2/41، رقم 2659.
[54350]:انظر: جامع البيان 20/ 128، وتفسير مجاهد 534، وتفسير سفيان الثوري 235، والدر المنثور 6/ 450.
[54351]:هو قتادة بن دعامة السدوسي، يكنى أبا الخطاب، تابعي، مفسر حدث عن أنس بن مالك، وابن المسيب، وحدث عنه حمادة بن سلمة. توفي سنة 118هـ، انظر: طبقات بن سعد 7/229، ووفيات الأعيان 4/ 485، وتذكرة الحفاظ 1/ 122، رقم 107.
[54352]:انظر: جامع البيان 20/ 128، والدر المنثور 6/ 450. والقول المنسوب إلى قتادة فيهما هو: "لا يبتلون".