التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَآ أَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِنُصۡبٖ وَعَذَابٍ} (41)

{ واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب } قد ذكرنا قصة أيوب عليه السلام في الأنبياء والنصب ، يقال بضم النون وإسكان الصاد : وبفتح النون وإسكان الصاد وبضم النون والصاد وبفتحهما ، ومعناه واحد وهو المشقة ، فإن قيل : لم نسب ما أصابه من البلاء إلى الشيطان فالجواب من أربعة أوجه :

أحدها : أن سبب ذلك كان من الشيطان ، فإنه روي : أنه دخل على بعض الملوك فرأى منكرا فلم يغيره ، وقيل : إنه كانت له شاة فذبحها وطبخها وكان له جار جائع فلم يعط جاره منها شيئا .

الثاني : أنه أراد ما وسوس له الشيطان في مرضه من الجزع وكراهة البلاء ، فدعا إلى الله أن يدفع عنه وسوسة الشيطان بذلك .

الثالث : أنه روي : أن الله سلط الشيطان عليه ليفتنه فأهلك ماله فصبر وأهلك أولاده فصبر وأصابه الجذام والمرض الشديد فصبر فنسب ذلك إلى الشيطان لتسليط الشيطان عليه .

الرابع : روي : أن الشيطان لقي امرأته فقال : قولي لزوجك إن سجد لي سجدة أذهبت ما به من المرض فذكرت المرأة ذلك لأيوب ، فقال لها : ذلك عدو الله الشيطان وحينئذ دعا .