غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَآ أَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِنُصۡبٖ وَعَذَابٍ} (41)

القراءات : { مسني الشيطان } بسكون الياء : حمزة . بنصب بضمتين : يزيد ، وقرأ يعقوب بفتحتين ، وقرأ هبيرة بالفتح والسكون . والباقون : باضم والسكون { بخالصة ذكري } على الإضافة : أبو جعفر ونافع وهشام { عبدنا إبراهيم } على التوحيد : ابن كثير وعلى هذا يكون إبراهيم وحده عطف بيان { ما يوعدون } على الغيبة : ابن كثير وأبو عمرو { وغساق } بالتشديد حيث كان : حمزة وعليّ وخلف وحفص { أخر } بضم الهمزة على الجمع : أبو عمرو وسهل ويعقوب والمفضل . والباقون : بالمد على التوحيد . { الأشرار } بالإمالة والتفخيم مثل { الأبرار } غير ابن مجاهد والنقاش عن ابن ذكوان { الأشرار } بالإمالة { اتخذناهم } موصولة والابتداء بكسر الألف : أبو عمرو وسهل ويعقوب وحمزة وعلي وخلف . والآخرون : بفتح الهمزة على الاستفهام { ما كان لي } بفتح الياء : حفص { إلا إنما } بكسر الهمزة على الحكاية : يزيد { لعنتي إلى } بفتح الياء : أبو جعفر ونافع { فالحق } بالرفع : حمزة وخلف وعاصم غير المفضل وهبيرة ويعقوب غير رويس .

الوقوف : { أيوب } م لا إذا جعل " إذ " بدلاً { وعذاب } 5 ط لتقدير القول أي فأرسلنا إليه جبريل فقال له اركض { برجلك } ج لأن هذا مبتدأ مع أه من تمام القول { وشراب } 5 { الألباب } 5 { ولا تحنث } ط { صابراً } ط { العبد } ط { أوّاب } 5 { والأبصار } 5 { الدار } 5 ج للآية مع العطف { الأخيار } 5 { وذا الكفل } ط { من الأخيار } 5 { ذكر } 5 ط { مآب } 5 لا لأن { جنات } بدل أو عطف بيان . { الأبواب } 5 ج لاحتمال أن عامل { متكئين } محذوف أي يتنعمون متكئين وإن جعل حالاً من { مفتحة } فهي مقدّرة لأن الاتكاء لا يكون في حال فتح الأبواب { وشراب } 5 { أتراب } 5 { الحساب } 5 { من نفاد }{ هذا } ط أي هذا بيان جزاء المتقين أو الأمر هذا { مآب } 5 لا { جهنم } ج لأن ما بعده يصلح حالاً واستئنافاً { يصلونها } ج { المهاد } 5 { هذا } لا لأن خبره { حميم } فقوله { فليذوقوه } اعتراض { وغساق } 5 لا للعطف { أزواج } 5 ط { معكم } ج لاتصال المعنى مع الابتداء بما في معنى الدعاء { بهم } 5 { النار } ط { بكم } ط { لنا } ج { القرار } 5 { النار } 5 { الأشرار } 5 ط لمن قرأ بكسر الهمزة لاحتمال إضمار همزة الاستفهام واحتمال كونها خبرية صفة أو حالاً ومن صرح بالاستفهام فوقفه مطلق { الأبصار } 5 { النار } 5 { القهار } 5 ج لأن ما بعده يصلح بدلاً وخبراً لمحذوف أي هو الغفار { عظيم } 5 لا لأن ما بعده وصف { معرضون } 5 { يختصمون } 5 { مبين } 5 { طين } 5 { ساجدين } 5 { أجمعون } 5 لا { إبليس } ط { الكافرين } 5 { بيديّ } ط للاستفهام { العالين } 5 { منه } ط لأن ما بعده جواب سؤال كأنه علل الخيرية { طين } 5 { رجيم } 5 ج والوصل أولى لاتصال لعنتي به { الدين } 5 { يبعثون } 5 { المنظرين } 5 لا لتعلق إلى { المعلوم } 5 { أجمعين } 5 للاستثناء { المخلصين } 5 { فالحق } ز على قراءة الرفع أي فهذا الحق مع اتحاد المقول { أقول } ج لاحتمال أن ما بعده قسم مستأنف أو بدل من قوله { والحق } . { أجمعين } 5 ج { المتكلفين } 5 { للعالمين } 5 { حين } 5 .

التفسير : وجه النظم كأنه تعالى يقول : يا محمد اصبر على سفاهة قومك فإنه ما كان في الدنيا أكثر مالاً أو جاهاً من داود وسليمان ، ولم يكن أكثر بلاء ومحنة من أيوب ، ومع ذلك لم يبق حالهما وحاله على نسق واحد ، فالصبر مفتاح الفرج . { وأيوب } عطف بيان و " إذ " معمول فعل آخر أو بدل اشتمال من أيوب أي زمان بلائه وكان معاصراً ليعقوب ، وامرأته ليا بنت يعقوب ، ونداؤه دعاؤه والجار محذوف أي دعاه بأني مسني على الحكاية وإلا لقال بأنه مسه والنصب والنصيب كالرشد والرشد ، والنصب بالفتح والسكون على أصل المصدر ، وضمة الصاد لا تباع النون كقفل وقفل . ومعنى الكل التعب والمشقة . قيل : الضر في البدن والعذاب في ذهاب المال والأهل وللناس في بلائه قولان : الأول أن الذي نزل به كان من الشيطان وقد مرّ تقريره في " الأنبياء " ومجمله ما روي أن إبليس سأل ربه فقال : هل في عبيدك من لو سلطتني عليه يمتنع مني ؟ فقال : نعم ، عبدي أيوب . قال : فسلطني على ماله فكان يجيئه ويقول : هلك من مالك كذا فيقول : الله أعطى والله أخذ ثم يحمد الله . فقال : يا رب إن أيوب لا يبالي بماله فسلطني على ولده . فجاء وزلزل الدار فهلك أولاده بالكلية فجاء وأخبره به فلم يلتفت إليه فقال : يا رب إنه لا يبالي بماله وولده فسلطني على جسده فأذن فيه ، فنفخ في جلد أيوب وحدثت أسقام عظيمة وآلام شديدة فمكث في ذلك البلاء سبع سنين أو ثمان عشرة ، وصار بحيث استقذره أهل بلده فخرج إلى الصحراء وما كان يقرب منه أحد فجاء الشيطان إلى امرأته وقال : إن استعاذ بي زوجك خلصته من هذا البلاء فأشارت إلى أيوب بذلك فغضب لذلك - أو لوجوه أخر سبق ذكرها في سورة الأنبياء - وحلف إن عافه الله ليجلدنها مائة جلدة وعند ذلك دعا ربه شاكياً إليه لأمنه كقول يعقوب { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } [ يوسف : 86 ] .