التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (128)

{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم } يعني : النبي صلى الله عليه وسلم ، والخطاب للعرب أو لقريش خاصة أي : من قبيلتكم حيث تعرفون حسبه وصدقه وأمانته أو لبني آدم كلهم أي : من جنسكم وقرئ { من أنفسكم } بفتح الفاء أي : من أشرفكم .

{ عزيز عليه ما عنتم } أي : يشق عليه عنتكم ، والعنت : هو ما يضرهم في دينهم أو دنياهم وعزيز صفة للرسول ، و{ ما عنتم } فاعل ب{ عزيز } ، و{ ما } مصدرية أو { ما عنتم } مصدر ، و{ عزيز } خبر مقدم والجملة في موضع الصفة { حريص عليكم } أي : حريص على إيمانكم وسعادتكم .

{ بالمؤمنين رؤوف رحيم } سماه الله هنا باسمين من أسمائه .