قوله تعالى : { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } : صفةٌ لرسول ، أي : من صميم العرب . وقرأ ابن عباس وأبو العالية والضحاك وابن محيصن ومحبوب عن أبي عمرو وعبد الله بن قُسَيْط المكي ويعقوب من بعض طرقه ، وهي قراءةُ رسولِ الله وفاطمة وعائشة بفتح الفاء ، أي : مِنْ أَشْرَفِكم ، من النَّفاسة .
وقوله : { عَزِيزٌ } فيه أوجه ، أحدها : أن يكون " عزيز " صفةً لرسول ، وفيه أنه تَقَدَّم غيرُ الوصف الصريح على الوصفِ الصريح ، وقد يُجاب بأنَّ " من أنفسكم " متعلقٌ ب " جاء " ، و " ما " يجوز أن تكون مصدرية أو بمعنى الذي ، وعلى كلا التقديرين فهي فاعل بعزيز ، أي : يَعِزُّ عليه عَنَتُكم أو الذي عَنِتُّموه ، أي : عَنَتُهم يُسيئه ، فحذفَ العائدَ على التدريج ، وهذا كقوله :
2557 يَسُرُّ المرءَ ما ذهب الليالي *** وكان ذهابُهنَّ له ذهاباً
أي : يَسُرُّه ذهاب الليالي . ويجوز أن يكون " عزيز " خبراً مقدماً ، و " ما عَنِتُّم " مبتدأ مؤخراً ، والجملةُ صفةٌ لرسول . وجَوَّز الحوفي أن يكونَ " عزيز " مبتدأ ، و " ما " عنتُّم خبره ، وفيه الابتداءُ بالنكرة لأجل عَمَلِها في الجارِّ بعدها . وتقدَّم معنى العنت . والأرجح أن يكونَ " عزيز " صفةً لرسول ؛ لقوله بعد ذلك " حريصٌ " فلم يُجعلْ خبراً لغيره ، وادِّعاءُ كونه خبر مبتدأ مضمر ، أي : هو حريصٌ ، لا حاجةَ إليه .
و " بالمؤمنين " متعلقٌ برؤوف . ولا يجوز أن تكونَ المسألةُ من التنازع لأنَّ مِنْ شرطه تأخُّرَ المعمول عن العامِلَيْن ، وإن كن بعضهم قد خالف ويجيز : " زيداً ضربتُ وشتمته " على التنازع ، وإذا فرَّعنا على هذا التضعيف فيكونُ من إعمال الثاني لا الأولِ لما عُرِف : أنه متى أُعمل الأول أُضْمِرَ في الثاني من غير حذف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.