إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (128)

{ لَقَدْ جَاءكُمْ } الخطابُ للعرب { رسُولٌ } أي رسول عظيمُ الشأن من أَنفُسِكُمْ } من جنسكم عربيٌّ قرشيٌّ مثلُكم وقرئ بفتح الفاء أي أشرفِكم وأفضِلكم { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } أي شاقٌّ شديدٌ عليه عَنَتُكم ولقاؤكم المكروهَ فهو يخاف عليكم سوءَ العاقبةِ والوقوعَ في العذاب ، وهذا من نتائج ما سلف من المجانسة { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } في إيمانكم وصلاحِ حالِكم { بالمؤمنين } منكم ومن غيركم { رَءوفٌ رحِيمٌ } قدِّم الأبلغُ منهما وهي الرأفةُ التي هي عبارةٌ عن شدة الرحمةِ محافظةً على الفواصل .