لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (3)

{ الرحمن الرحيم } فالرحمن هو المنعم بما لا يتصور صدور تلك النعمة من العباد ، والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور تلك النعمة من العباد ، فلا يقال لغير الله رحمن ، ويقال لغيره من العباد رحيم . فإن قلت قد سمي مسيلمة الكذاب برحمان اليمامة وهو قول شاعرهم فيه : وأنت غيث الورى لا زلت رحماناً . قلت هو من باب تعنتهم في كفرهم ومبالغتهم في مدح صاحبهم فلا يلتفت إلى قولهم هذا . فإن قلت : قد ذكر الرحمن الرحيم في البسملة فما فائدة تكريره هنا مرة ثانية . قلت : ليعلم أن العناية بالرحمة أكثرها من غيرها من الأمور وأن الحاجة إليها أكثر فنبه سبحانه وتعالى بتكرير ذكر الرحمة على كثرتها وأنه هو المتفضل بها على خلقه .