قوله : ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )[ 2 ] .
قد تقدم الكلام عليه في التسمية . وإنما كرر ، وقد تقدم ذكره في التسمية ، لأن الأول ليس بآية من الحمد ، وهذا آية ، فلذلك وقع التكرير في آيتين متجاورتين . وهذا مما يدل على أن ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ليس بآية من الحمد ، إذ لو كانت آية كما يقول المخالف لكنا قد أتينا بآيتين متجاورتين متكررتين بمعنى ، وهذا لا يوجد في كتاب الله جل ذكره إلا بفصول تفصل( {[318]} ) بين الأولى والثانية ، أو بكلام يعترض( {[319]} ) بين الأولى والثانية( {[320]} ) .
- فإن قيل : قد فصل في هذا ب( الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ ) .
- فالجواب إن " الرحمن الرحيم " في الحمد مؤخر يراد به التقديم ، وإنما تقديره : " الحمد لله الرحمن الرحيم رب العالمين " ، فلا فاصل بين " الرحمن الرحيم " الأول( {[321]} ) والثاني . فإن كان ذلك كذلك ، دل على أن التسمية ليست بآية من الحمد إذ لا نظير لها في كتاب الله جل ذكره ، وإنما حكمنا على أن المراد " بالرحمن الرحيم " / في " الحمد " التقديم( {[322]} ) ، لأن قوله : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) مثل قوله : ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) في المعنى ، لأن معناه أنه إخبار من الله/ أنه يملك/ يوم الدين ، و( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) هو إخبار من الله أنه( {[323]} ) يملك العالمين فاتصال الملك بالملك أولى( {[324]} ) في الحكمة ومجاورة صفته بالرحمة صفته بالحمد والثناء أولى . فكل واحد مرتبط إلى نظيره في المعنى فدل على أن ( الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) في " الحمد لله " متصل به ، يراد به التقديم . و( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) متصل ب( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) إذ هو نظيره في المعنى ، وذلك أبلغ في الحكمة . والتقديم والتأخير كثير في القرآن( {[325]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.