فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (3)

{ الرحمان الرحيم } اسمان مشتقان من الرحمة على طريق المبالغة والرحمان أشد مبالغة من الرحيم ، وفي كلام ابن جرير ما يفهم حكاية الاتفاق على هذا ولذلك قالوا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا وقد تقرر أن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى وقال ابن الانباري والزجاج أن الرحمن عبراني ، والرحيم عربي ، وخالفهما غيرهما " قال القرطبي " وصف نفسه بهما لأنه لما كان باتصافه برب العالمين ترهيب قرنه بالرحمن الرحيم لما تضمن من الترغيب ليجمع في صفاته بين الرهبة منه ، والرغبة إليه ، فيكون أعون على طاعته وأمنع ، وقيل فائدة تكريره هنا بعد الذكر في البسملة أن العناية بالرحمة أكثر من غيرها من الأمور ، وإن الحاجة إليها أكثر ، فنبه سبحانه بتكرير ذكر الرحمة على كثرتها وأنه هو المتفضل بها على خلقه ، وفيه إثبات الصفات الذاتية كما في التي قبلها إثبات الصانع وحدوث العالم .