قوله عز وجل : { الحمد لله } لفظه خبر كأنه سبحانه وتعالى يخبر أن المستحق للحمد هو الله تعالى ، ومعناه الأمر أي قولوا الحمد لله وفيه تعليم الخلق كيف يحمدونه والحمد والمدح أخوان ، وقيل بينهما فرق وهو أن المدح قد يكون قبل الإحسان وبعده والحمد لا يكون إلا بعد الإحسان ، وقيل إن المدح قد يكون منهياً عنه ، وأما الحمد فمأمور به ، والحمد يكون بمعنى الشكر على النعمة ويكون بمعنى الثناء بجميل الأفعال ، تقول : حمدت الرجل على علمه وكرمه والشكر لا يكون إلا على النعمة ، فالحمد أعم من الشكر ، إذ لا تقول شكرت فلاناً على علمه فكل حامد شاكر وليس كل شاكر حامداً ، وقيل : الحمد باللسان قولاً ، والشكر بالأركان فعلاً ، والحمد ضد الذم واللام في لله لام الاستحقاق كقولك الدار لزيد يعني أنه المستحق للحمد لأنه المحسن المتفضل على كافة الخلق على الإطلاق { رب العالمين } الرب بمعنى المالك كما يقال رب الدار ورب الشيء أي مالكه ويكون بمعنى التربية والإصلاح ، يقال : رب فلان الضيعة يربها إذا أصلحها فالله تعالى ، مالك العالمين ومربيهم ومصلحهم ، ولا يقال الرب للمخلوق معرفاً بل يقال رب الشيء مضافاً . والعالمين جمع عالم لا واحد له من لفظه ، وهو اسم لكل موجود سوى الله تعالى فيدخل فيه جميع الخلق . وقال ابن عباس : هم الجن والإنس لأنهم المكلفون بالخطاب وقيل العالم اسم لذوي العلم من الملائكة والجن والإنس ولا يقال للبهائم عالم لأنها لا تعقل . واختلف في مبلغ عددهم فقيل لله ألف عالم ستمائة عالم في البحر أربعمائة في البر . وقيل ثمانون ألف عالم أربعون ألفاً في البر ومثلهم في البحر . وقيل ثمانية عشر ألف عالم الدنيا منها عالم واحد وما العمران في الخراب إلا كفسطاط في صحراء . الفسطاط الخيمة واشتقاق العالم من العلم وقيل من العلامة ، وإنما سمي بذلك لأنه دال على الخالق سبحانه وتعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.