لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

قوله تعالى : { مالك يوم الدين } يعني أنه تعالى صاحب ذلك اليوم الذي يكون فيه الجزاء . والمالك هو المتصرف بالأمر والنهي ، وقيل : هو القادر على اختراع الأعيان من العدم إلى الوجود ولا يقدر على ذلك إلا الله تعالى . وقيل : مالك أوسع من ملك لأنه يقال مالك العبد والدابة ولا يقال ملك هذه الأشياء ولأنه لا يكون ملكاً لشيء إلا وهو يملكه ، وقد يكون مالكاً لشيء ولا يملكه وقيل ملك أولى ، لأن كل ملك مالك وليس كل مالك ملكاً وقيل هما بمعنى واحد مثل فرهين وفارهين ، قال ابن عباس : مالك يوم الدين قاضي يوم الحساب . وقيل ؛ الدين الجزاء ويقع على الخير والشر يقال كما تدين تدان وقيل هو يوم لا ينفع فيه إلا الدين وقيل الدين القهر . يقال : دنته فدان أي قهرته فذل . فإن قلت : لم خص يوم الدين بالذكر مع كونه مالكاً للأيام كلها ؟ قلت : لأن ملك الأملاك يومئذ زائل فلا ملك ولا أمر يومئذ إلا لله تعالى كما قال تعالى : { الملك يومئذ الحق للرحمن } وقال : { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } وقد يسمى في دار الدنيا آحاد الناس بالملك وذلك على المجاز لا على الحقيقة .