السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (3)

{ الرحمن الرحيم مالك يوم الدين } ذكر سبحانه وتعالى في هذه السورة من أسمائه خمسة : الله ، والرب ، والرحمن ، والرحيم ، والمالك ، والسبب فيه كأنه يقول : خلقتك أوّلاً فأنا الله ثم ربيتك بوجود النعمة ، فأنا رب ثم عصيت فسترت عليك ، فأنا رحمن ثم تبت عليك ، فأنا رحيم ، ثم لا بدّ من إيصال الجزاء إليك ، فأنا مالك يوم الدين .

فإن قيل : إنه تعالى ذكر الرحمن الرحيم في التسمية ثم ذكرهما مرّة ثانية دون الأسماء الثلاثة الباقية ، فما الحكمة في ذلك ؟ أجيب : بأنّ الحكمة في ذلك كأنه قال تعالى : اذكر أني إله ورب مرّة واحدة واذكر أني رحمن رحيم مرّتين ليعلم أنّ العناية بالرحمة أكثر منه بسائر الأمور .