بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (3)

قوله عز وجل : { الرحمن الرحيم } ؛ قال في رواية الكلبي : هما اسمان رقيقان ، أحدهما أرق من الآخر . وقال بعض أهل اللغة : هذا اللفظ شنيع ، فلو قال : هما اسمان لطيفان ، لكان أحسن ولكن معناه عندنا والله أعلم أنه أراد بالرقة الرحمة ، يقال : رق فلان لفلان إذا رحمه . يقال : رق يرق إذا رحم . وقوله : أحدهما أرق من الآخر قال بعضهم : الرحمن أرق ، لأنه أبلغ في الرحمة لأنه يقع على المؤمنين والكافرين وقال بعضهم : الرحيم أرق ، لأنه في الدنيا وفي الآخرة . وقال بعضهم : كل واحد منهما أرق من الآخر من وجه ، فلهذا المعنى لم يبين ، وقال : أحدهما أرق من الآخر ، يعني كل واحد منهما أرق من الآخر .