لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخۡفِيهَا لِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا تَسۡعَىٰ} (15)

{ إن الساعة آتية أكاد أخفيها } قال أكثر المفسرين : معناه أكاد أخفيها من نفسي فكيف يعلمها مخلوق وكيف أظهرها لكم ، ذكر ذلك على عادة العرب إذا بالغوا في الكتمان للشيء يقولون كتمت سرك في نفسي ، أي أخفيته غاية الإخفاء ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء . والمعنى في إخفائها التهويل والتخويف لأنهم إذا لم يعلموا متى تقوم الساعة كانوا على حذر منها كل وقت وكذلك المعنى في إخفاء وقت الموت على الإنسان لأنه إذا عرف وقت موته وانقضاء أجله اشتغل بالمعاصي إلى أن يقرب من ذلك الوقت فيتوب ويصلح العمل فيتخلص من عقاب المعاصي بتعريف وقت الموت ، وأنه إذا لم يعرف وقت موته لا يزال على قدم الخوف والوجل فيترك المعاصي أو يتوب منها في كل وقت مخافة معاجلة الأجل .

قوله تعالى { لتجزى كل نفس بما تسعى } أي بما تعمل من خير وشر .