بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخۡفِيهَا لِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا تَسۡعَىٰ} (15)

ثم رجع إلى قصة موسى بقوله : { إِنَّ الساعة ءاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لتجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تسعى * فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا واتبع هَوَاهُ فتردى * وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ ياموسى *** موسى } ثم قال : { إِنَّ الساعة ءاتِيَةٌ } يعني : كائنة { أَكَادُ أُخْفِيهَا } يعني : أسرها عن نفسي فكيف أعلنها لكم يا أهل مكة ؟ هكذا روي عن جماعة من المتقدمين ، وقال ابن عباس في رواية أبي صالح ، وقال القتبي كذلك في قراءة أبيّ أخفيها من نفسي ، وهكذا روى جماعة من المتقدمين ، وروى طلحة عن عطاء في قوله { إِنَّ الساعة ءاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا } عن نفسي ، وروي في إحدى الروايتين عن أبي بن كعب أنه كان يقول { أَكَادُ أَخْفِيهَا } بنصب الألف يعني : أكاد أظهرها ، وهي قراءة سعيد بن جبير قال أهل اللغة : خفى أي أظهر ، وقال امرؤ القيس :

خفاهن من انفاقهن كأنما

خفاهن ودق من عشيّ مجلب يذكر الفرس أنه استخرج الفأرة من جحرهن كالمطر ، ثم قال : { لتجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تسعى } يعني : لتثاب كل نفس بما تعمل