قوله تعالى : { أكَادُ أُخْفِيهَا } فيه أربعة تأويلات :
أحدها : أي لا أظهر عليها أحداً ، قاله الحسن . ويكون أكاد بمعنى أريد أخفيها .
الثاني : أكاد أخفيها من نفسي ، قاله ابن عباس ومجاهد ، وهي كذلك في قراءة أُبَيّ " أَكَادُ أُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِي " ويكون المقصود من ذلك تبعيد الوصول إلى علمها . وتقديره : إذا كنت أخفيها من{[1892]} نفسي فكيف أظهرها لك ؟
الثالث : معناه أن الساعة آتية أكاد . انقطع الكلام عند أكاد وبعده مضمر أكاد آتي بها ، تقريباً لورودها ، ثم استأنف : أخفيها لتجزى كل نفسٍ بما تسعى . قاله الأنباري ، ومثله قول ضابىء البرجمي{[1893]} :
هممت ولم أفعل وكدت وليتني *** تركت على عثمان تبكي حلائله
أي كدت أن أقتله ، فأضمره لبيان معناه .
الرابع : أن معنى -أخفيها : أظهرها ، قاله أبو عبيدة وأنشد :
فإن تدفنوا الداءَ لا نخفيه *** وأن تبعثوا الحرب لا نقعد{[1894]}
[ فالفعل أخفى من الأضداد ] يقال أخفيت الشيء أي أظهرته وأخفيته إذا كتمته ، كما يقال أسررت الشيء إذا كتمته ، وأسررته إذا أظهرته .
وفي قوله : { وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ } وجهان :
أحدهما : أسر الرؤساء الندامة عن الأتباع الذي أضلوهم . والثاني : أظهروا الندامة . قال الشاعر :
ولما رأى الحجاج أظهر سيفه *** أسر الحروري الذي كان أضمرا
{ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } فيه وجهان :
أحدهما : أنه على وجه القسم من الله ، إن كل نفس تجزى بما تسعى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.