لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

{ وزخرفاً } أي ولجعلنا من ذلك زخرفاً وهو الذهب وقيل الزخرف الزينة من كل شيء { وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا } يعني أن الإنسان يستمتع بذلك قليلاً ثم ينقضي لأن الدنيا سريعة الزوال والذهاب { والآخرة عند ربك للمتقين } يعني

الجنة خاصة للمتقين الذين تركوا الدنيا . عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو كانت الدنيا عند الله تزن جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء » أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب . وعن المستورد بن شداد جد بني فهر قال «كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السخلة الميتة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها قالوا من هوانها ألقوها يا رسول الله قال فإن الدنيا أهون على الله من هذه الشاة على أهلها » أخرجه الترمذي وقال حديث حسن . وعن قتادة بن النعمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إذا أحبَّ الله عبداً حماه من الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء » أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب ( م ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر » .