وقوله : { وزخرفا } أي : ولجعلنا لهم مع ذلك زخرفا ، يعني : الذهب ، قاله ابن عباس والحسن وقتادة والسدي والضحاك{[61486]} وقال ابن زيد : الزخرف : ما يتخذه الناس في منازلهم من الفرش والأمتعة والأثاث{[61487]} .
وقال مجاهد : كنت لا أدري ما الزخرف{[61488]} حتى{[61489]} وجدته في قراءة عبد الله ذهبا .
والزخرف في اللغة : الزينة ، يقال : زخرف داره ، أي : زينها . والتقدير في الآية عند من جعل الزخرف الذهب : لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومن زخرف . ثم حذف ( من ) فنصب الزخرف .
قال الطبري : لو كانت القراءة في الزخرف بالخفض لكان حسنا على معنى : ن فضة من زخرف{[61490]} .
وقيل التقدير : وجعلنا لهم زخرفا – بغير حذف حرف خفض{[61491]} – وهو أقوى وأحسن .
والمعارج : الدرج ، وجمعت على مفاعل وواحدها معراج ، وكان حقها معاريج بالياء ، كمناديل جمع مناديل ، لكنها جمعت على{[61492]} الواحد معرج وهي لغة ، يقول{[61493]} : ( معرج ومعراج ){[61494]} كمفتح ومفتاح .
ولذلك تقول{[61495]} في جمع مفتح : ( مفاتح ، وإن شئت ){[61496]} ، مفاتبيح على جمع مفتاح .
ثم قال تعالى : { وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا } هذا تقليل وتصغير لأمر الدنيا ، إذ هي زائلة عن قليل ، ولا خير في شيء لا يدوم .
والمعنى : وما{[61497]} كل ما تقدم ذكره من ( الفضة والذهب ){[61498]} والسرر إلا مسافة متاع يستمتع به أهل الدنيا في دنياهم .
{ والآخرة عند ربك للمتقين } أي : وزينة الآخرة ونعيمها خير عند ربك لمن اتقاه فجَدَّ وطاعته وتجنبَ معاصيه .
والمعنى : وثواب{[61499]} الآخرة وجزاء الآخرة خير{[61500]} عند ربك للمتقين . واللام ( من و ( لما ) ){[61501]} عند الكوفيين بمعنى إلا ، هي لام التوكيد عند البصريين . و( ما ) . زائدة{[61502]} ، وقيل : هي بمعنى : ( شيء ){[61503]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.