مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

ولما قلل أمر الدنيا وصغرها أردفه بما يقرر قلة الدنيا عنده فقال : { وَلَوْلآ أَن يَكُونَ الناس أُمَّةً واحدة } ولولا كراهة أن يجتمعوا على الكفر ويطبقوا عليه { لَّجَعَلْنَا } لحقارة الدنيا عندنا { لِمَن يَكْفُرُ بالرحمن لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أبوابا وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً } أي لجعلنا للكفار سقوفاً ومصاعد وأبواباً وسرراً كلها من فضة . وجعلنا لهم زخرفاً أي زينة من كل شيء . والزخرف الذهب والزينة ، ويجوز أن يكون الأصل سقفاً من فضة وزخرف أي بعضها من فضة وبعضها من ذهب فنصب عطفاً على محل { مِن فِضَّةٍ } لبيوتهم بدل اشتمال من { لِمَن يَكْفُرُ } . { سَقْفاً } على الجنس : مكي وأبو عمرو ويزيد . والمعارج جمع معرج وهي المصاعد إلى العلالي عليها يظهرون على المعارج يظهرون السطوح أي يعلونها .

{ وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا متاع الحياة الدنيا } «إن » نافية و«لما » بمعنى إلا أي وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا ، وقد قرىء به . وقرأ { لَمَا } غير عاصم وحمزة على أن اللام هي الفارقة بين «إن » المخففة والنافية و«ما » صلة أي وإن كل ذلك متاع الحياة الدينا { والآخرة } أي ثواب الآخرة { عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } لمن يتقي الشرك .