بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

{ وَزُخْرُفاً } وهو الذهب يعني : لجعلنا هذا كله من ذهب وفضة . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لَوْلاَ أنْ يَجْزَعَ عَبْدِي المُؤْمن ، لَعَصَّبْتُ الكَافِرَ بِعِصَابةٍ مِن حَدِيدٍ ، وَلَصَبَبْتُ عَلَيه الدُّنْيَا صَبّاً " وإنما أراد بعصابة الحديد ، كناية عن صحة البدن ، يعني : لا يصدع رأسه ، ثم أخبر أن ذلك كله مما يفنى . فقال : { وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا متاع الحياة الدنيا والآخرة عِندَ رَبّكَ } و{ ما } ها هنا زيادة ومعناه : وإن كل ذلك لمتاع . ويقال : وما ذلك إلا متاع الحياة الدنيا ، يفنى ولا يبقى { والآخرة } يعني : الجنة للذين يتقون الشرك ، والمعاصي والفواحش . قرأ عاصم ، وابن عامر في رواية هشام : { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا } بتشديد الميم ، وقرأ الباقون بالتخفيف . فمن قرأ بالتخفيف ، فما للصلة والتأكيد . ومن قرأ بالتشديد فمعناه : وما كل ذلك إلا متاع . وقال مجاهد كنت لا أعلم ما الزخرف ، حتى سمعت في قراءة عبد الله بيتاً من ذهب .