الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

والزُّخْرُفُ : قال ابن عَبَّاس ، والحسن ، وقتادة والسُّدِّيُّ : هو الذهب ، وقالت فرقة : الزُّخْرُفُ : التزاويق والنَّقْش ونحوه ؛ وشاهده : { حتى إِذَا أَخَذَتِ الأرض زُخْرُفَهَا } [ يس : 24 ] وقرأ الجمهور : { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا } بتخفيف الميم من ( لما ) ؛ فإنْ مُخَفَّفَةٌ من الثقيلة ، واللام في ( لما ) داخلةٌ ؛ لتَفْصِلَ بين النفي والإيجاب ، وقرأ عاصم ، وحمزة ، وهشام بخلافٍ عنه بتشديد الميم من ( لمَّا ) ؛ فإنْ نافيةٌ بمعنى مَا ، ولَمَّا بمعنى إلاَّ ، أي : وما كُلُّ ذلك إلاَّ متاعُ الحياة الدنيا ، وفي قوله سبحانه : { والآخرة عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } وعْدٌ كريمٌ ، وتحريضٌ على لزوم التقوى ، إذْ في الآخرة هو التباينُ الحقيقيُّ في المنازل ؛ قال الفخر : بَيَّنَ تعالى أَنَّ كُلَّ ذلك متاع الحياة الدنيا ، وأَمَّا الآخرة فهي باقيةٌ دائمةٌ ، وهي عند اللَّه وفي حُكْمِهِ للمتَّقِينَ المُعْرِضِينَ عَنْ حُبِّ الدنيا ، المقبلين على حُبِّ المَوْلَى ، انتهى .