إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

{ وَزُخْرُفاً } أي زينةً عطفٌ على سُقُفاً أو ذهباً عطفٌ على محلَّ من فضةٍ . { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا متاع الحياة الدنيا } أيْ وما كُلُّ ما ذُكِرَ من البيوتِ الموصوفةِ بالصفاتِ المفصَّلةِ إلا شيءٌ يتمتعُ بهِ في الحياةِ الدُّنيا . وفي معناهُ ما قُرِئ : { ومَا كلُّ ذلكَ إلا متاعُ الحياةِ الدُّنيا } وقُرِئ بتخفيفِ مَا عَلى أنَّ أنْ هيَ المخففةُ ، واللامُ هيَ الفارِقةُ . وقُرِئ بكسرِ اللامِ ، على أنَّها لامُ العلةِ ومَا موصولةٌ قد حُذفَ عائدُها أي للذي هُو متاعُ الخ كما في قولِه تعالى : { تَمَامًا عَلَى الذي أَحْسَنَ } [ سورة الأنعام ، الآية 154 ] { والآخرة } بما فيَها من فنونِ النعم التي يقصُر عنها البيانُ . { عِندَ رَبكَ لِلْمُتَّقِينَ } أي عنِ الكفرِ والمعاصِي ، وبهذا تبينَ أنَّ العظيمَ هو العظيمُ في الآخرةِ لا في الدُّنيا .