{ وَزُخْرُفًا } أي وجعلنا لهم زخرفا ليجعلوه في السقف والمعارج والأبواب والسرر ، ليكون بعض كل منها من فضة ، وبعضه من ذهب ، لأنه أبلغ في الزينة ، وقيل : النصب بنزع الخافض أي أبوابا وسررا من فضة ومن ذهب فلما حذف الخافض انتصب ، والزخرف الذهب ، وقيل : الزينة أعم من أن يكون ذهبا أو غيره ، قال ابن زيد هو ما يتخذه الناس في منازلهم من الأمتعة والأثاث ، وقال الحسن : النقوش ، وأصله الزينة ، يقال : زخرفت الدار زينتها ، وتزخرف فلان أي تزين ، قال ابن عباس في الآية : يقول لولا أن نفعل الناس كلهم كفارا لجعلنا لبيوت الكفار سقفا من فضة ، ومعارج من فضة ، وهي درج عليها يصعدون على الغرف وسرر فضة وزخرفا وهو الذهب .
وأخرج الترمذي وصححه ، وابن ماجة عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ) وعن المسور بن شداد قال : كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السخلة الميتة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها ؟ قالوا : من هوانها ألقوها يا رسول الله ، قال : فإن الدنيا أهون على الله من هذه الشاة على أهلها ) أخرجه الترمذي وحسنه ، وعن قتادة بن النعمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أحب الله عبدا حماه من الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء ) أخرجه الترمذي وقال حسن غريب .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) أخرجه مسلم ، قال البقاعي : ولا يبعد أن يكون ما صار إليه الفسقة والجبابرة من زخرفة الأبنية وتذهيب السقوف وغيرها من مبادئ الفتنة بأن يكون الناس أمة واحدة في الكفر قرب الساعة ، حتى لا تقوم الساعة على من يقول : الله ، أو في زمن الدجال ، لأن من يبقى إذ ذاك على الحق في غاية القلة بحيث إنه لا عداد له في جانب الكفرة لأن كلام الملوك لا يخلو عن حقيقة ، وإن خرج مخرج الشرط فكيف بملك الملوك سبحانه ثم أخبر سبحانه أن جميع ذلك إنما يتمتع به في الدنيا فقال :
{ وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } قرأ الجمهور لما بالتخفيف ، وقرئ بالتشديد ، فعلى الأولى إن هي المخففة من الثقيلة ، وعلى الثانية هي النافية ، ولما بمعنى إلا ما كل ذلك إلا ما يتمتع به في الدنيا ، وقرئ بكسر اللام من لما على أن اللام للعلة ، وما موصولة ، والعائد محذوف ، أي للذي هو متاع { وَالْآَخِرَةُ } أي الجنة { عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } أي لمن اتقى الشرك والمعاصي وآمن بالله وحده ، وعمل بطاعته ، وترك الدنيا وآثر الآخرة فإنها الباقية التي لا تفنى ، ونعيمها الدائم الذي لا ينقطع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.