لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ قَالَ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (30)

قوله عز وجل : { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم } يعني على حكم ربهم وقضائه ومسألته وقال مقاتل عرضوا على ربهم { قال أليس هذا بالحق } أي يقول الله يوم القيامة أليس هذا البعث والنشر بعد الموت الذي كنتم تنكرونه في الدنيا وتكذبون به وتقولون لا بعث ولا نشور حقاً { قالوا بلى وربنا } يعني أنهم اعترفوا بما كانوا ينكرونه فأجابوا وقالوا بلى والله إنه لَحق . وقيل : تقول لهم خزنة النار بأمر الله أليس هذا بالحق يعني البعث حقاً فأجابوا بقولهم بلى وربنا قال ابن عباس : للقيامة مواقف ففي موقف ينكرون ويقولون والله ربنا ما كنا مشركين وفي موقف يعترفون بما كانوا ينكرونه في الدنيا { قال فذوقوا العذاب } أي يقول الله لهم ذلك أو الخزنة تقول لهم ذلك بأمر الله تعالى . وإنما خص لفظ الذوق ، لأنهم في كل حال يجدون ألم العذاب وجدان الذائق في شدة الإحساس { بما كنتم تكفرون } يعني هذا العذاب بسبب كفركم وجحودكم البعث بعد الموت .