قوله تعالى : { عَلَى رَبِّهِمْ } : فيه وجهان ، أحدهما : أنه من باب الحذف ، تقديره : على سؤال ربهم أو ملك ربهم أو جزاء ربهم . والثاني : أنه من باب المجاز ؛ لأنه كنايةٌ عن الحَبْسِ للتوبيخ ، كما يوقَفُ العبدُ بين يدي سيِّده ليعاتبَه ، ذكر ذلك الزمخشري ، ورجَّح المجاز على الحذف لأنه بدأ بالمجاز ، ثم قال : " وقيل [ وقُفوا ] على جزاء ربهم " . وللناس خلافٌ في ترجيح أحدهما على الآخر . وجملة القول فيه أن فيه ثلاثةَ مذاهب ، أشهرُها : ترجيحُ المجاز على الإِضمار ، والثاني عكسُه ، والثالث : هما سواء .
قوله : { قَالَ أَلَيْسَ } في هذه الجملة وجهان ، أحدهما : أنها استفهاميةٌ أي : جواب سؤال مقدر ، قال الزمشخري : " قال " مردودٌ على قولِ قائلٍ قال : ماذا قال لهم ربُّهم إذا وُقِفوا عليه ؟ فقيل : قال لهم : أليس هذا بالحق " . والثاني : أن تكون الجملة حالية ، وصاحبُ الحال " ربُّهم " كأنه قيل : وُقِفوا عليه قائلاً : أليس هذا بالحق . والمشارُ إليه قيل : هو ما كانوا يكذِّبون به من البعث . وقيل : هو العذاب يدلُّ عليه { فَذُوقُواْ العَذَابَ } .
وقوله : { بِمَا كُنتُمْ } يجوز أن تكونَ " ما " موصولةً اسميةً والتقدير : تكفرونه ، والأصل : تكفرون به ، فاتصل الضمير بالفعل بعد حذف الواسطةِ ، ولا جائزٌ أن يُحْذَف وهو مجرور بحاله ، وإن كان مجروراً بحرفٍ جُرَّ بمثله الموصولُ لاختلاف المتعلَّق ، وقد تقدَّم إيضاحُه غيرَ مرة . والأَوْلَى أن تُجْعَلَ " ما " مصدرية ويكون متعلَّق الكفر محذوفاً ، والتقدير : بما كنتم تكفرون بالعبث أو بالعذاب أي بملاقاته أي بكفركم بذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.