فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ قَالَ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (30)

قوله : { وَلَوْ ترى إِذْ وُقِفُواْ على رَبّهِمْ } قد تقدّم تفسيره في قوله : { وَلَوْ ترى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النار } أي حبسوا على ما يكون من أمر ربهم فيهم . وقيل : على بمعنى عند ، وجواب لو محذوف ، أي لشاهدت أمراً عظيماً ، والاستفهام في { أَلَيْسَ هذا بالحق } للتقريع والتوبيخ ، أي أليس هذا البعث الذي ينكرونه كائناً موجوداً ، وهذا الجزاء الذي يجحدونه حاضراً . { قَالُواْ بلى وَرَبّنَا } اعترفوا بما أنكروا ، وأكدوا اعترافهم بالقسم { قَالَ فَذوقوا العذاب } الذي تشاهدونه وهو عذاب النار { بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } أي بسبب كفركم به أو بكل شيء مما أمرتم بالإيمان به في دار الدنيا .