فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ قَالَ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (30)

{ ولو ترى إذ وقفوا على ربهم } قد تقدم تفسيره أي حبسوا على ما يكون من أمر ربهم فيهم ، وقيل على بمعنى عند ، وقال مقاتل : عرضوا على ربهم وجواب لو محذوف أي لشاهدت أمرا عظيما ، وقيل : إنه من باب المجاز لأنه كناية عن الحبس للتوبيخ كما يوقف العبد بين يدي سيده ليعاتبه ، ذكر ذلك الزمخشري .

والاستفهام في { قال أليس هذا بالحق } للتقريع والتوبيخ أي أليس هذا البعث الذي تنكرونه كائنا موجودا وهذا الجزاء الذي تجحدونه حاضرا والجملة مستأنفة أو حالية كأنه قيل وقفوا عليه قائلا لهم أليس الخ { قالوا بلى وربنا } اعترفوا بما أنكروا وأكدوا اعترافهم بالقسم { قال فذوقوا العذاب } الذي تشاهدونه وهو عذاب النار ، وإنما خص لفظ الذوق لأنهم في حال يجدون ألم العذاب وجدان الذائق في شدة الإحساس { بما كنتم تكفرون } أي بسبب جحدكم وكفركم بالبعث بعد الموت أو بكل شيء مما أمرتم بالإيمان به في دار الدنيا .