الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ قَالَ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (30)

قوله سبحانه : { أَلَيْسَ هذا بالحق }[ الأنعام :30 ] .

الإشَارَةُ بهذا إلى البَعْثِ الذي كذبوا به في الدنيا ، وقولهم : { بلى وَرَبَّنَا } إيْمَانٌ ، ولكنه حِينَ لا يَنْفَعُ .

وقوله : { فَذُوقُواْ } استعارة بليغة ، والمعنى بَاشِرُوهُ مُبَاشَرَةِ الذائق ، و{ بَغْتَةً } معناه : فجأة ، تقول : بَغَتَنِي الأمر ، أي : فجأني ، ومنه قول الشاعر : [ الطويل ]

وَلَكِنَّهُمْ بَانُوا وَلَمْ أَخْشَ بَغْتَةً *** وَأَفْظَعُ شَيْءٍ حِينَ يَفْجَأُكَ البَغْتُ

ونصبها على المَصْدَرِ في موضع الحال .