الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ قَالَ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (30)

قوله : { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق } الآية [ 31 ] .

المعنى : ولو ترى يا محمد هؤلاء القائلين{[19607]} : ( ما هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ) ، إذ حُبسوا ( على ربهم ) : أي : على حكم ربهم وقضائه وعدله فيهم ، فقيل لهم ، أليس هذا الحشر والبعث بعد الممات – الذي كنتم تنكرونه في الدنيا – حقا ؟ ، فأجابوا : بلى وربنا إنه لحق ، قال : فذوقوا العذاب الذي كنتم به تكذبون في الدنيا جزاء لكفركم{[19608]} وتكذيبكم{[19609]} .

وقال : { ولو ترى } ، فأتى بالمستقبل{[19610]} لأنه أمر ينتظر يوم القيامة ، ثم قال : ( إذ ) : و( إذ ) لما مضى وانقضى ، وقال : ( وَقِفوا ) ف{ قالوا }{[19611]} ، فجاء بفعلين ماضيين قد كانا ، وإنما ذلك ، لأن ( كل ما ){[19612]} أعلمنا الله به أنه سيكون هو كالكائن الواقع{[19613]} ، لصدق المخبِر بذلك ونفوذ علمه بكونه ، فصار كالواقع الكائن ، فأتى بلفظ الماضي .


[19607]:د: القالين.
[19608]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب ج د: بكفركم.
[19609]:انظر: تفسير الطبري 11/323، 324.
[19610]:ب: بالمستعقل.
[19611]:ساقطة من أ.
[19612]:ب ج د: كلما.
[19613]:ب: واقع.