صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (10)

{ إنما النجوى } المعهودة منكم فيما بينكم ومع اليهود{ من الشيطان } أي من تزيينه ووسوسته ، { ليحزن الذين آمنوا } ليوقعهم في الحزن بما يحصل لهم من توهم أنها في نكبة أصابتهم . والحزن : الهم . يقال : حزنه – من باب قتل – جعل فيه حزنا ؛ فهو محزون وحزين كأحزنه . { وليس } الشيطان أو التناجي{ بضارهم شيئا إلا بإذن الله } بقضائه وقدره .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (10)

ثم بين الباعثَ على هذه النجوى بالشر والمزَيِّن لها فقال : { إِنَّمَا النجوى مِنَ الشيطان . . . . } ، إنما الحديث بالسّر والتناجي المثير للشكّ ، من وسوسةِ الشيطان وتزيينه ، ليدخلَ الحزنَ على قلوب المؤمنين ، لكنّ المؤمنين في حِصن من إيمانهم فلا يستطيع الشيطان أن يضرَّهم ، ولا تنالهم أية مضرّة إلا بمشيئة الله .

{ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون } ، في جميع أمورهم ، ولا يخافوا أحداً ما داموا محصّنين بالإيمان والاتكال على الله .

وقد ورد في الأحاديث الصحيحة النهيُ عن التناجي إذا كان في ذلك أذىً لمؤمن . عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه ، فإن ذلك يُحزِنه » رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (10)

{ 10 }{ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .

يقول تعالى : { إِنَّمَا النَّجْوَى } أي : تناجي أعداء المؤمنين بالمؤمنين ، بالمكر والخديعة ، وطلب السوء من الشيطان ، الذي كيده ضعيف ومكره غير مفيد .

{ لِيَحزن الَّذِينَ آمَنُوا } هذا غاية هذا المكر ومقصوده ، { وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } فإن الله تعالى وعد المؤمنين بالكفاية والنصر على الأعداء ، وقال تعالى : { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ }فأعداء الله ورسوله والمؤمنين ، مهما تناجوا ومكروا ، فإن ضرر ذلك{[1013]}  عائد إلى أنفسهم ، ولا يضر المؤمنين إلا شيء قدره الله وقضاه ، { وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } أي : ليعتمدوا{[1014]}  عليه ويثقوا بوعده ، فإن من توكل على الله كفاه ، وتولى أمر دينه ودنياه{[1015]} .


[1013]:- كذا في ب، وفي أ: فإن ضررهم.
[1014]:- كذا في ب، وفي أ: يعتمدوا.
[1015]:- في ب: وكفاه أمر دينه ودنياه.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (10)

قوله تعالى : { إنما النجوى من الشيطان } أي من تزيين الشيطان ، { ليحزن الذين آمنوا } أي إنما يزين لهم ذلك ليحزن المؤمنين ، { وليس } التناجي ، { بضارهم شيئاً } وقيل : ليس الشيطان بضارهم شيئاً ، { إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون } . أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الظاهري ، أنبأنا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار ، أنبأنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري ، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه ، فإن ذلك يحزنه " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (10)

ولما شدد سبحانه في {[63300]}أمر النجوى{[63301]} وكان لا يفعلها إلا أهل النفاق ، فكان ربما ظن ظان أنه يحدث عنها ضرر لأهل الدين ، قال ساراً للمخلصين و{[63302]}غاماً للمنافقين ومبيناً أن ضررها إنما يعود عليهم : { إنما النجوى } أي المعهودة وهي المنهي عنها ، وهي ما كره{[63303]} صاحبه أن يطلع{[63304]} عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : ما خيله الشيطان من الأحكام المكروهة للإنسان { من الشيطان } أي مبتدئة{[63305]} من المحترق بطرده عن رحمة الله تعالى فإنه الحامل عليها بتزيينها ففاعلها تابع لأعدى أعدائه مخالفة لأوليائه .

ولما بين أنها منه ، بين الحامل له على تزيينها فقال : { ليحزن } أي الشيطان{[63306]} ليوقع الحزن في قلوب{[63307]} { الذين آمنوا } أي يتوهمهم أنهم بسبب شيء وقع مما يؤذيهم ، والحزن : هم غليظ وتوجع يرق له القلب ، حزنه وأحزنه بمعنى ، وقال في القاموس : أو أحزنه : جعله حزيناً ، وحزنه : جعل فيه حزناً .

فعلى هذا قراءة نافع{[63308]} من أحزن أشد في المعنى من قراءة الجماعة .

ولما كان ربما خيل هذا من في قلبه مرض أن في يد الشيطان شيئاً من الأشياء{[63309]} ، سلب{[63310]} ذلك بقوله : { وليس } أي الشيطان وما حمل{[63311]} عليه من التناجي ، وأكد النفي بالجار فقال : { بضارّهم } أي الذين آمنوا { شيئاً } من الضرر وإن قل وإن خفي - بما أفهمه الإدغام { إلا بإذن الله } أي تمكين الملك المحيط {[63312]}بكل شيء{[63313]} علماً وقدرة ، روى الشيخان{[63314]} عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه فإن ذلك يحزنه " ولما كان التقدير : فقد علم أنه لا يخشى أحد غير الله لأنه لا ينفذ إلا ما أراده ، فإياه فليخش المربوبون ، عطف عليه قوله : { وعلى الله } أي الملك الذي لا كفوء له ، لا على أحد غيره { فليتوكل المؤمنون } أي الراسخون في الإيمان في جميع أمورهم ، فإنه القادر وحده على إصلاحها وإفسادها ، ولا يحزنوا من أحد أن يكيدهم بسره ولا بجهره ، فإنه إذا توكلوا عليه وفوضوا أمورهم{[63315]} إليه ، لم يأذن في حزنهم ، وإن لم يفعلوا أحزنهم ، وخص الراسخين لإمكان ذلك منهم في العادة ، وأما أصحاب البدايات فلا يكون ذلك منهم إلا خرق عادة .


[63300]:- من ظ وم، وفي الأصل: أمرا.
[63301]:- من ظ وم، وفي الأصل: أمرا.
[63302]:- زيد من ظ وم.
[63303]:- من ظ وم، وفي الأصل ذكره.
[63304]:- من ظ وم، وفي الأصل: يتطلع.
[63305]:- في ظ وم: ممتدة.
[63306]:- سقط ما بين الرقمين من م.
[63307]:- سقط ما بين الرقمين من م.
[63308]:-راجع نثر المرجان 7/ 251.
[63309]:- زيد من ظ وم.
[63310]:- من ظ وم، وفي الأصل: سبب عن.
[63311]:من ظ وم، وفي الأصل: هو.
[63312]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[63313]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[63314]:راجع صحيح البخاري 2/ 931 وصحيح مسلم 2/ 219.
[63315]:- من م، وفي الأصل وظ: أمرهم.