إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (10)

{ إِنَّمَا النجوى }المعهودةُ التِي هِيَ التناجِي بالإثمِ وَالعدوانِ{ مِنَ الشيطان } لاَ مِنْ غَيْرِهِ ، فإنَّه المزينُ لَها والحاملُ عَليهَا وقولِهِ تَعَالى : { لِيَحزنَ الذين آمَنُوا } خبرٌ آخرُ أيْ إنَّما هِيَ ليحزنَ المؤمنينَ بتوهمهمْ أنَّها فِي نكبةٍ أصابتهُمْ { وَلَيْسَ بِضَارّهِمْ } أي الشيطانُ أو التناجِي بضارِّ المؤمنينَ { شَيْئاً } مِنَ الأشياءِ أو شيئاً منَ الضررِ { إِلاَّ بِإِذْنِ الله } أيْ بمشيئتِه{ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون }ولا يبالُوا بنجواهُم فإنَّه تعالى يعصمُهم منْ شرِّهِ وضرِّهِ .